تغير الكثير من أسماء الشوارع القديمة، وأعرف أن الضواحي أيضًا قد تغيرت، وكذلك طالت رياح التغيير محطة الرمل بأسرها فصارت تشهد الآن تطاوُل العمران. وامتدت المدينة ناحية الشرق وكأنها مجسات أخطبوط جشع؛ فأضحت الآن تعج بالأبنية السكنية الشاهقة، وانتشرت المباني في كل الأرجاء. فلقد قالوا لي إنه حتى سيدي بشر -حيث ألفنا الاستمتاع بالرمال المترامية- باتت هي أيضا مختنقة بالمباني الضخمة على نحو يصعب تمييزه .
لكن البحر لم يزل على حاله، لم يزل كما كان آنذاك؛ لذا فإني أعشق البحر؛ فهو لا يتغير أبدا؛ تتلألأ أمواجه الآتية من الشمال عندما تلمس الصخور الأثيلة، وتجيء وتغدو على الدوام -على نحو ما كانت تفعل حين كنت أرمقها في صغري- ولن تبرح أن تفعل الشيء ذاته غدا.
دار بخلدي أن الأمواج تعرف سبب مجيئها وغدوتها، تماما كما تعرف السماء عندما تضفي ألوانها على البحر، وأن طيور النورس التي تطلق الصيحات ابتهاجا لترحب بشروق شمس الصباح، فضلا عن أشجار النخيل السامقة في الميدان المقابل التي تتمايل عندما يمسها النسيم، يعرفون جميعا ما جرى من قبل كما يعرفون ما يحمله المستقبل، ويبقى الإنسان وحده هو من يتفكر ويتساءل.
up. The city has spread out towards the east like the huge tentacles of a monstrous octopus. It is now filled with tall blocks of flats. Buildings everywhere – they told me that even Sidi Bishr, where we used to enjoy the endless sands, is unrecognizably suffocated by enormous buildings.
- Harry E. Tzalas, «Seven Days at the Cecil»

No comments:
Post a Comment