Sunday, September 1, 2024

محاولة


 

أشعر بالوهن... صداع رهيب... أحاول النهوض من السرير فلا يسعفني جسدي المتعب... أحاول رفع ذراعي فتأبى أن تستجيب... يأتيني صوت التلفاز عاليا ليزيد آلامي... أحاول بصوت يجاهد للخروج أن أنادي على أحد... ابني... لا مجيب... لا أحد يسمع... أحاول ثانية... أبدأ في الصراخ... لا فائدة... أظل أصرخ ليسمعني أحدهما و لكن لا أمل... صوت التلفاز يغطي على صوتي الذي بدأ يخفت إنهاكا و إستسلاما حتى صمت... أتنهد في ألم و أرتمي ممددة جسدي ثانية... يظل الصوت يعلو في أذني فأزداد ألما و حسرة... ألن يجيبني أحد؟ هل سأظل هكذا حتى يهتم أحدهم بأمري؟ أحاول النهوض في بطء، و بصعوبة استطعت أن أقف مستندة على قائمة السرير... بدأت أتحرك ناحية الباب بخطى حثيثة و لكن ما إن وصلت لمنتصف الحجرة أبت قدماي أن تحملاني أكثر من ذلك فتهاويت على الأرض في عنف... صرخت ثانية و لكن بلا مجيب... جاهدت لأنهض ثانية... الألم يزيد... الصداع يكاد يفتك بي... صوت التلفاز يصرخ في أذني بجنون... لا أحد يشعر بي... شعرت بدموعي تنهمر في حسرة و صمت... بدأت صورة الغرفة تهتز... آلامي تزيد... صوت التلفاز بدأ في الخفوت ليأتي من مكان يبدو بعيدا... و ما زال لا أحد يهتم.

 
27/12/2009 
 
Edward Hopper, New York Interior

 

No comments:

Post a Comment

المعنى وغيابه

  Place des Lices, Paul Signac تحاول ثقافتنا المادية تفسير الإيثار على أنه نابع من دوافع أنانية. وكثيرًا ما يُقال بسخرية إن الأشخاص الذين يت...